فلسطين = قضيّـتنا
هذه آهـات مكلوم ، ونفثـات مصدور ، وحُرقـات قلب يتقطّع .
هي كلمات وليست قصيدة !!
فلسطين جرحٌ نازفٌ
فلسطين مسرى نبيّـنا
فلسطين قبلتنا الأولى
ويجب أن تكون هي قضيّـتنا الأولى
فكم نحمل لها من اهتمام ؟؟
أهي أهـمّ أم متابعة المباريات ؟؟
ثم يقولون لنا : الجسم السليم في العقل السليم !!
والصحيح أنها تصنع العقل السقيم في الجسم السقيم [ بوضعها الحالي ]
لهثٌ وراء الكرة !
وغرام بالرياضة !
بل وولاء عليها وعداء
وربما تساقط من أجلها (( شهداء ))
وربما عُلِّقتْ من أجلها آيات التنزيل على واجهات الملاعب
( وما النصر إلا من عند الله )
فلسطين هي قضيّـتنا الأولى
أهي أهـمّ أم الموضة ومتابعة كل جديد ؟؟
وإذا قيل للمرأة المسرِفة : تبرعي لبني دينك في فلسطين
قالت : ما عندي شيء !
وإذا جودلت في إسرافها احتجت ( شيخة الإسلام ) : إن الله يُحب أن يُرى أثر نِعمته على عبدِه !
أو صاحت بوجه من دعاها : تريدني أُقتِّر على نفسي ؟؟
أو ألْبَس المرقّع
لا يا أُخيّه
رويدك ... رويدك
ما دعونا لهذا
بل دعوناك لتُعطي قضيّتك الأولى جزءاً من اهتمامك
كيف ؟؟
بحمل هـمّ تلك القضية
قضية أهلنا في الأرض المُباركة
بالتّألم لآلامِهم
والتوجّع لمصابهم
والتّضرع والدعاء لهم في أوقات الإجابة كما لو كان المُصاب هو ابنك
بتحري أوقات إجابة الدعاء ( في جوف الليل – بين الأذان والإقامة – حال السجود – بعد التشهّد وقبيل السلام – عند نزول المطر – عند إفطار الصائم – حال السفر – آخر ساعة من يوم الجمعة... ) وغيرها من أوقات الإجابة .
بتبنّي القضية
بإظهارها للناس ، وحثّ الناس على التكاتف مع أهلنا هناك
بتوعية الناس بخطر اليهود وشدة مكرهم ، وأنهم لا إيمان لهم ولا عُهود
وأن المبتغي الصُّلح مع اليهود مُتطلّب في الماء جذوة نـار
بالتحذير من التّبعيّة المقيتة لهم وتقليد نساءهم أو شبابهم
بالنصرة بجميع أشكالها ( بالمال : بمدّ يد العون لتضميد جراحهم – بالدعاء والتّضرع – بمُعاداة اليهود على الدوام – بتعرية المنافقين الذين يُوالون اليهود ... )
إن امرأة في المدينة النبوية قدّمت ما لم يستطع تقديمه الرجال
فمن هي تلك المرأة ؟؟
وماذا قدّمت ؟؟
هي رفيدة
وقد أنشأت مستشفى مُصغّراً في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم عبارة عن خيمة تُداوي فيه الجرحى .
وقد تساءلت وسألت بعض الأخوات الفاضلات عن دورهن في القضية
وأنه لا يشفي غليلهن سوى الاستشهاد في سبيل الله
فأقول : رفع الله قدركن ورزقكن الشهادة وأنتن في بيوتكن
والذي تجدْنه في نفوسكن لا يُذهبه سوى مُقاتلة القوم الكافرين .
وصدق الله : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
ولئن صدقتن الله في ذلك ليصدقكن
فهذه أم حرام تُحدّث أن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ يوما في بيتها ( أي نام وقت القيلولة ) فاستيقظ وهو يضحك .
قالت : يا رسول الله ما يضحكك ؟
قال : عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة .
فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم .
فقال : أنت معهم .
ثم نام فاستيقظ وهو يضحك ، فقال : مثل ذلك مرتين أو ثلاثا .
قلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم
فيقول : أنت من الأولين .
فتزوج عبادة بن الصامت بأم حرام ، فخرج بها إلى الغزو في زمن معاوية
فركبت أم حرام بنت ملحان البحر ، فلما رجعت قرّبت دابة لتركبها فوقعت فاندقّـت عنقها فماتت . رواه البخاري ومسلم .
وينبغي أن يُعلم أنه ليس على النساء جهاد
ولذا لما سألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل . أفلا نجاهد ؟ قال : لا ، لكن أفضل الجهاد حج مبرور . رواه البخاري .
وهذا خاص بالنساء والضّعفة بدليل قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى لما ستأذنته عائشة في الجهاد قال : جهادكن الحج . رواه البخاري .
ولعله من سوء حـظ يهود أنهم يُقاتِلون أُمّـة يتسابق أطفالها لقتال أعدائهم
وتتمنى نساؤها الفوز والظّفر بالشهادة على ثرى فلسطين
وتتقطّع نفوس بعض نساءها حُرقة وشوقـا إلى أرض لهن إليها انتماء
فاتظري يا أمّـة العجول
وانتظري يا أمـة الغدر والمكر
وانتظري يا أمّـة الحِـيَـل
وانتظري يا أمّـة البهتان
فلسوف يأتي يوم تحصدون فيه حصاد الهشيم
وتُستأصل شأفتكم
وتُقتلع جذوركم
والنصر لاح
والفجر أوشك
وإن غداً لِناظِرِه قريب
يا بني أمتي :
تحرك اليهود في كل مكان بل وتحرك لأجلهم النصارى
تحرك اليهود أفرادا وجماعات
نصروا قضيّتهم وناصروا دولتهم
جمعوا التبرعات وأرخصوا الأموال وهم أشد الناس على ( حياة )
بل سمعت أمس أن شركة ( ماكدونالدز ) للأطعمة خصصت دخولياتها ليوم السبت لنصرة اليهود !
وربما نُشارك في تلك الحملة وفي دعم اليهود وخُذلان إخواننا وأهلنا وبعض جسد أمتنا هناك
فالمهزلة عندنا ليست على المستويات الرسمية بل حتى على المستويات الشعبية
فمن يدعم تلك الشركات اليهودية في شتى المجالات سوى الشعوب المتمثلة في الأفراد
وهمّ الكثير منهم : شهوات بطنه وفرجه
أما هموم أمته فآخر ما يُفكّر فيها أو يلتفت إليها
وشعارهم :
للبيت رب يحميه !!!
ولم يتركوا الأكل والشرب أو شهواتهم وملذّاتِهم ليقولوا :
للبطن رب يُغذّيه !!!
كان شعار أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم الردّة :
أيُنقص الدين وأنا حيّ ؟؟
وشعار الكثير من أبناء أمتنا اليوم :
أتنقص الأطعمة والأشربة ونحن أحياء !!!
أمتي هل لكِ بين الأمم = منبرٌ للسيف أو للقلـم
أتلقّاكِ وطرفي مُطرقٌ = خجلاً من أمسك المنصرم
أمتي كم غُصّةٍ داميةٍ = خَنَقَتْ نجوى عُلاكِ في فمي
ألإسرائيل تعلو رايةٌ = في حمى المهدِ وظلِّ الحرمِ
كيف أغضيتِ على الذل ولم = تنفضي عنك غُبار التُّهمِ
أوَما كنتِ إذا البغي اعتدى = موجةً من لهبٍ أو من دمِ ؟
فيمَ أقدمتِ ؟ وأحجمتِ ولم = يشتفِ الثأر ولم تنتقمي
اسمعي نوح الحزانى واطربي = وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها = تتفانى في خسيس المغنمِ
رب " وامعتصماه " انطلقت = ملء أفواه البنات اليُتّمِ
لامَسَتْ أسماعهم لكنها = لم تُلامس نخوة المعتصمِ
أمتي كم صنمٍ مَجَّدْتِهِ = لم يكن يحمل طُهر الصنمِ !
لا يُلام الذئب في عُدوانه = إن يك الراعي عدو الغنمِ
فاحبسي الشكوى فلولاك لما = كان في الحُكم عبيد الدرهمِ
وإلى كل من في قلبه شجى وشجن عن فلسطين أُهدي هذه القصيدة
وهذه القصيدة بعنوان :
روضةُ القدس
للشيخ عبد الله بن سليمان المزروع القاضي بديوان المظالم
وهي هنا :
http://www.suhuf.net.sa/2002jaz/apr/10/fe7.htmكتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم